كتابات – معاذ عبدالفتاح
يبدو أن الحكومة لم يعد لديها إستراتيجية للتعليم، وإلا ماذا يعني أن تصبح مستحقات الطلاب في الخارج متأخرة لسنة كاملة والوضع مرشح ليصبح سنة ونصف!
هل إعتادت الحكومة على أن الشعب يدبر نفسه دون الإعتماد عليها وتريد نقل هذا المفهوم للطلاب في الخارج!
لم نرغب في يوم ما لإيصال قضية الطلاب للمبعوث الدولي والأمم المتحدة لما نلحظه من دور سلبي تقوم به في تفتيت للمجتمع وخلق كيانات تدعم توجهها في خلق حل بائس في اليمن لن يؤدي إلى استقرار مستدام يلبي تطلعات الشعب كما تفعل مع الكثير من المكونات التي تهرول نحوها وتعود لتصدر هذا التوجه في المجتمع، ولكن هذا الصمت المطبق تجاه مستحقات الطلاب قد يفرض عليهم خيارات مريرة.
معاناة الطلاب في الخارج أصبحت لا تحتمل وأصبح الطلاب يخجلون من سرد معاناتهم وعوائلهم والصعوبات الدراسية التي يواجهونها جراء تأخر المستحقات
لقد طرحنا كثيرًا إن على وزارة التعليم العالي أن تخصص ميزانيتها السنوية كاملة في البنك ليتسنى لها صرفها بشكل منتظم لما لهذا من أهمية في ان الطلاب يكملون فترات ابتعاثهم في الوقت المحدد دون عراقيل يفرضها تأخير مستحقاتهم، وهي ليست بالميزانية الكبيرة فهي مقدور عليها مع مراعاة تنظيم عملية الإبتعاث والتخطيط له بحسب إحتياج البلد ومستقبله.
إن خلق العراقيل للطلاب في الخارج وعدم الاهتمام بالتعليم في البلد ككل في الداخل والخارج لا يخدم سوى مشاريع العنف التي تسعى لأن تستخدم أبناء الشعب وقود لحروب حالية ومستقبلية، وتنظر للإنسان اليمني على انه مجرد ترس وليس أداة إنتاج وعامل هام في التنمية.
كما أن معاناة الطلاب في الخارج أصبحت لا تحتمل وأصبح الطلاب يخجلون من سرد معاناتهم وعوائلهم والصعوبات الدراسية التي يواجهونها جراء تأخر المستحقات بهذا الشكل الغير المنطقي، مما يعني أن صمت بعض الطلاب لا يعني أن أوضاعهم مستقرة وإنما يأس وخذلان وإحباط.