المواطن/ تقرير: مختار الفهيدي
تدريجيًا تحولت مناطق الحجرية – جنوب محافظة تعز – إلى ثكنة عسكرية مترامية الأطراف إذ لا تخلو اسواقها وطرقها من تواجد أمني وعسكري مكثف ونقاط تفتيش مبالغ في إجراءتها جعلت من المنطقة وكأنها قاعدة عسكرية كبيرة.
تسيطر الحجرية على الخط الرئيسي بين المدينة والعاصمة الموقته عدن وهو الخط الوحيد وشريان الحياة لمدينة تعز المحاصرة من قبل مليشيا الحوثي.
منطقة الحجرية أو ما كان يعرف سابقًا بقضاء الحجرية والتي تضم 9 من مديريات محافظة تعز وهي الأكبر مساحة في المحافظة على إمتداد الريف الجنوبي والجنوبي الغربي للمدينة، وعرفت المنطقة بأنها منبع الكثير من القادة السياسين والعسكريين والمثقفين ورؤوس المال والأعمال على مستوى اليمن وتعز على وجه الخصوص.
منذ مايقارب العام استحدثت القوات العسكرية التابعة لمحور تعز العسكري عددًا من نقاط التفتيش عند المدخل الجنوبي لمدينة تعز جنوب غرب اليمن.
اﻹنتشار الكبير لهذه النقاط عند مداخل مدن ومديريات الحجرية أصبح ملفتًا للنظر لما له من تماس مباشر بالحياة الطبيعية للمواطنيين والمسافرين المتنقلين بين محافظة تعز والمحافظات المجاورة لها.
تشكيلات عسكرية ضخمة اتخذت من الطرق الرئيسية والفرعية مقرات لها لتصبح بذلك عائقًا يصعب حركة المواطنيين اليومية، بشكل متزايد.
مضايقة المسافرين
المواطنيين المسافرين في الطرق الرابطة بين مدينة تعز والمناطق الجنوبية في المحافظة او تلك الطرق البديلة للوصول إلى الحوبان، يشكون من طريقة التفتيش التي تقوم بها النقاط العسكرية المنتشرة بكثافة وذلك للماطلة والتأخير في عملية التفتيش.
يقول السائق ع.س والذي فضل عدم ذكر اسمه، والذي يسلك هذه الطرقات بشكل متكرر: “لم أعد امتلك القدرة على الصبر في تحمل هذه الإجراءات التي باتت تعيق تحركاتنا وسفرنا على هذه الطرقات”.
ويضيف: “يتعامل أيضًا الأفراد القائمين على النقاط في عملية التفتيش بهمجية ومماطلة في الوقت ويتم التأخير فيها في بعض الاحيان لساعات طويلة”.
غياب الوعي عند اﻷفراد
مع إنتشار نقاط التفتيش بشكل مكثف في الفترة الأخيرة أصبحت هذه النقاط والقائمين عليها حديث العامة عن طريقة التفتيش وغياب الوعي عند اﻷفراد في تعاملهم وفي تفتيشهم للمركبات والسيارات وحول هذا الموضوع تحدث إلينا المحامي والناشط السياسي صلاح أحمد غالب بقوله: “للاسف الشديد فإن اغلب نقاط التفتيش غير منضبطة وطواقمها ليس لديهم أدنى تدريب في كيفيه التعامل مع المواطنين حيث يخضعون الناس لابتزازات بتوقيفهم واخافتهم بتوجيه تهم لهم واستجوابهم بمناسبة وبدون مناسبة”.
ويضيف في حديثه لـ” المواطن”: “ومن الملاحظ أيضًا أن نقاط التفتيش كثرت حيث أصبحت أكثر من اللازم الأمني والعسكري بنسبة 200% ومن مختلف التشكيلات العسكريه والأمنيه والمليشاويه أيضًا”.
وأختتم صلاح احمد غالب تصريحه بقوله: “لوحظ مؤخرًا أن اغلب هذه النقاط هي عبارة عن نقاط حماية للمهربين ومصدر جباية للقائمين عليها”.
مبادرة اشتراكي تعز
بالمقابل، وأمام هكذا أنتشار، سبق وأن قدمت منظمة الحزب الاشتراكي مبادرة لتطبيع الأوضاع في الحجرية، كان من أهم بنودها رفع النقاط المستحدثة في طرق المنطقة، وأيقاف التعسفات بحق المواطنين، لكن المبادرة ما تزال قيد نقاش الأطراف في المدينة، فيما تبذل سكرتارية الحزب الاشتراكي جهودًا كبيرة لضمان تنفيذها الفوري وهو ما يؤمل عليه الكثير من المواطنيين لحل المشكلة.
حملات إعلامية
مؤخرًا بدأت السلطات العسكرية والأمنية فيما أسمته حملات لإزالة النقاط العشوائية، لكن مواطنون تحدثوا عن استمرار الانتشار الكثيف للنقاط العسكرية على طول الطرق جنوب مدينة تعز، متسائلين عن أي نقاط عشوائية تلك التي نفذت القيادات العسكرية حملات لإزالتها في ظل استمرار التواجد المكثف للنقاط على طول الطريق، وهل تلك الحملات فقط للتناول الإعلامي؟!.