المواطن / وكالات
في بلد غامض، يبقى غياب الرئيس الذي يملك سلطة مطلقة، أمرا شديد الحساسية، فالسؤال عن هوية من قد يخلفه في حالة وقوع طارئ يفتح البلد أمام سيناريوهات لم يمر بها منذ إنشائه.
في إعلان أرادت من خلاله كوريا الشمالية تكذيب التقارير التي تحدثت عن تدهور كبير لصحة زعيم البلاد كيم جونغ أون، نقلت وسائل إعلام رسمية في هذا البلد افتتاح كيم لمصنع خاص بالأسمدة أمس الجمعة، في أوّل ظهور علني له على التلفزيون الرسمي منذ غيابه عن المشهد السياسي في دولته، خاصة احتفالات 15 أبريل/ نيسان، التي تتزامن مع عيد ميلاد جده كيم إيل سونغ، مؤسس النظام، وهي أبرز الاحتفالات السياسية في كوريا الشمالية.
ويعود اهتمام الإعلام العالمي بأيّ غياب مفترض لكيم إلى الوضع السياسي في كوريا الشمالية في حال لم يعد الرئيس قادرا على توّلي الحكم، فإذا غاب كيم الذي يحكم البلد منذ عام 2011، سيجد هذا البلد الشيوعي نفسه للمرة الأولى مقابل خلافة غير مخطط لها مسبقاً، لأن أولاد كيم صغار جدا، ولا يوجد خلف معروف له للحاكم الذي يُعتبر “المرشد الأعلى” في البلاد، وقام بسلسلة من التطهير لعدد من معارضيه أو من ينافسوه على سدة الحكم.
وتحكم سلالة كيم البلد منذ إنشائه عام 1948، فقد جاء كيم جونغ أون خلفاً لوالده كيم جون-إيل الذي خلف والده كيم إيل سونغ. ووفقا لجهاز المخابرات الكوري الجنوبي يُعتقد أن لكيم جونغ أون ثلاثة أطفال مع زوجته ري سول جو أصغرهم ولد في 2017، والأكبر يبلغ من العمر 10 أعوام.
ونشرت رويترز تقريرا مطولا عن المرشحين لخلافة كيم، جاء فيه أن كيم يو جونغ، الشقيقة الصغرى للرئيس، التي تتولى رسميا منصب نائبة مدير اللجنة المركزية لحزب العمال الحاكم وكذلك هي كبيرة موظفي شقيقها بشكل غير رسمي، تملك سيطرة على المهام الأساسية للحزب.
لكن جو ميونج-هيون الزميل في المعهد الآسيوي للدراسات السياسية في سيول قال لرويترز: “ليس من المرجح أن تتسلم كيم يو جونغ مقاليد الحكم، لكن يمكنها أن تساعد في بناء نظام تصريف أعمال كوسيط للسلطة لحين أن يكبر الأطفال وقد يعود كيم جونج تشول ليساعد لبعض الوقت”.
ويقول أستاذ الدراسات الدولية في جامعة إهوا في العاصمة الكورية سيول، ليف إريك إيسلي، لفرانس برس إن “شخصية وكيم وتاريخه العائلي وهيكلية النظام الكوري الشمالي تجعل صحته عنصراً رئيسياً في استقرار السياسية الخارجية للبلاد”.
من يخلف الزعيم؟
وأظهرت مشاهد بثّها التلفزيون الرسمي السبت كيم يسير مع ابتسامة عريضة على وجهه ويدخّن سيجارة، أثناء افتتاح معمل الجمعة في سونشون، شمال بيونغ يانغ. كما نشرت وكالة الأنباء الكورية الشمالية صورا للحدث، ويظهر فيها كيم برفقة شقيقته وكبار الشخصيات في البلد، لكن دون التمكن من التحقق من هذا الظهور من مصادر مستقلة.
وطرحت رويترز أسماء أخرى لخلافة الزعيم الكوري، منها تشوي ريونج هاي، الرئيس الشرفي لكوريا الشمالية بصفته رئيسا للجنة الدائمة لمجلس الشعب الأعلى، إلى جانب رئيس الوزراء السابق باك بونج جو الذي أشرف على مساعي الشمال لتبني بعض آليات السوق الحر لإنعاش الاقتصاد، بينما استبعدت الوكالة كيم جونغ تشول، الأخ الأكبر للزعيم، إذ لا دور له في قيادة البلاد ويعيش حياة هادئة يعزف فيها الموسيقى.
ووصلت التكهنات بشأن صحة كيم لحد قول وسيلة إعلامية يابانية أنه بحالة غيبوبة. وبدأت التقارير الإعلامية عن صحته عندما قام موقع يديره كوريون شماليون منشقون في كوريا الجنوبية، إن كيم خضع لعملية جراحية بسبب مشاكل في القلب، فيما نقلت شبكة سي إن إن الأمريكية على لسان مسؤول إن واشنطن تدرس معلومات حول وجود كيم في حالة خطيرة جدا بعد العملية.