أعلنت الهيئة الإدارية لنقابة أعضاء هيئة التدريس ومساعديهم في جامعة صنعاء في بيانٍ صادرٍ عنها يوم الثلاثاء “تعليق الإضراب جزئياً لإجراء العملية الامتحانية فقط”. مؤكدة في الوقت ذاته استمرار الإضراب في كافة الأعمال الأكاديمية الأخرى، وعدم تسليم النتائج.
ودعت الهيئة الإدارية في بيانها الجميع ” إلى تسليم أسئلة امتحانات الفصل الدراسي الأول في الكليات التي لم تمتحن بعد، والإشراف على العملية الإمتحانية حفاظاً على نزاهة التعليم وجودته في الجامعة”.
وطالب البيان رئاسة الجامعة وعمداء الكليات مسؤولية توفير الحد الأدنى من الحقوق المالية لأعضاء هيئة التدريس ومساعديهم، مهيباً بمجالس الكليات مراعاة الجاهزية المالية والإدارية محملاً إياهم ورئاسة الجامعة مسؤولية التقصير الذي قد يؤدي إلى عجز بعض الأساتذة عن الوصول إلى مقار أعمالهم.
جاء ذلك بعد سلسلة لقاءات تشاورية في الكليات المختلفة عقدتها الهيئة الإدارية للنقابة مع أساتذة الكليات لمناقشة مستجدات وآليات التصعيد للمطالبة بصرف رواتبهم المتأخرة منذ شهر سبتمبر/ أيلول من العام الماضي.
نص البيان:
بيان نقابي
الإخوة والأخوات أعضاء هيئة التدريس ومساعديهم في جامعة صنعاء
تتقدم إليكم الهيئة الإدارية لنقابة أعضاء هيئة التدريس ومساعديهم في جامعة صنعاء بأسمى آيات الشكر والتقدير، وتحييكم تحية إجلال وإكبار على صمودكم والتزامكم بالموقف الحقوقي النقابي العادل والشجاع والمتمثل في استمرار إضرابكم الشامل منذ السابع من شهر يناير الماضي، للمطالبة بتسليم المرتبات والأجور المتوقفة منذ شهر أكتوبر 2016م وحتى يومنا هذا، وإلغاء المخالفات للقانون في الجامعة، وإطلاق سراح أساتذة الجامعة وذويهم المعتقلين بطريقة غير قانونية، وصرف منح الموفدين الدراسية والتسويات. ورغم المماطلة وعدم الاستجابة من الجهات المعنية ومن جميع الأطراف السياسية ذات العلاقة، فإن الإضراب كان ولا يزال موقفاً مبدئياً وقانونياً وحضارياً عادلاً، فلا عمل بدون أجر.
لقد حرصت الهيئة الإدارية على التواصل المستمر معكم عبر لقاءات تشاورية، وعلى ضوئها تبنت القرارات النقابية الممثلة لإرادتكم ومصالحكم المشروعة. وفي هذا السياق، عقدت الهيئة الإدارية لقاءات في الأيام الأخيرة في عدد من الكليات لتقييم المواقف وتنسيق الجهود. وقد خرجت منها باتجاه عام وغالب ينم عن روح المسؤولية والتفاني والايثار. حيث تبلور الموقف العام لكم في مراعاة جزئية معينة في هذا الإضراب لمصلحة أبنائنا الطلبة، ألا وهي تمكين الطلبة من إجراء اختبارات الفصل الدراسي الأول الذي أنهينا تدريسه لهم.
وبناءً على هذا الموقف العام لكم تجاه الطلبة، فقد قررت الهيئة الإدارية للنقابة التعليق الجزئي للإضراب في وجه واحد فقط محدد من أوجه العمل الأكاديمي، والمتمثل في امتحانات الفصل الدراسي الأول مع الإبقاء على الإضراب في كافة الأعمال الأكاديمية الأخرى. كما يشمل الإضراب تسليم نتائج اختبارات الفصل الدراسي الأول علاوةً على محاضرات الفصل الدراسي الثاني. وعليه، ندعو جميع أعضاء هيئة التدريس في جميع كليات الجامعة إلى تسليم أسئلة امتحانات الفصل الدراسي الأول، والإشراف على العملية الإمتحانية؛ حفاظاً على نزاهة التعليم وجودته في الجامعة. كما نطالب عمادات الكليات التي حاولت عماداتها إجراء امتحانات الفصل الأول في الفترة الماضية من عمر الإضراب، نطالبها بإعادة اختبارات المواد التي وضعوا أسئلة امتحانات لها من غير أساتذتها ولم يحضرها جميع الطلبة، ونحملهم مسؤولية الاستمرار في تلك المخالفات وغيرها أمام الجهات القضائية.
وتهيب الهيئة الإدارية بمجالس الكليات المختلفة أن تحدد مواعيد امتحاناتها للفصل الدراسي الأول بعناية وبما يتناسب مع احتياجات الطلبة وقدرتهم للوصول إلى كلياتهم، ومراعاة الجاهزية المالية والإدارية للكليات. كما تتحمل العمادات ورئاسة الجامعة مسؤولية توفير الحد الأدنى من الحقوق المالية لأعضاء هيئة التدريس ومساعديهم التي تمكنهم من الوصول إلى كلياتهم لإجراء الامتحانات وتتحمل عمادات الكليات ورئاسة الجامعة مسؤولية التقصير الذي قد يؤدي إلى عجز بعض الأساتذة عن الوصول إلى مقار أعمالهم لتأدية مهامهم في هذا الجانب.
الزميلات و الزملاء
ولتكن هذه، وعبركم، رسالة لجميع أبنائنا الطلاب والطالبات ولمجتمعنا اليمني، أن هذا الاستثناء الجزئي من الإضراب الشامل والمستمر، والمتعلق بإجراء امتحانات الفصل الدراسي الأول، رغم عدم تسليم المرتبات وتلبية المطالب، يأتي في إطار الرأفة بأبنائنا الطلبة. وكلنا ثقة بأنهم يقدرون مشروعية مواقف ومطالب آبائهم أساتذة الجامعة وأنهم يصطفون مع موقفهم الوطني الداعي إلى تحمل جميع الأطراف السياسية المتحاربة مسؤوليتها تجاه مؤسسات الدولة وتحييدها من هذا الصراع، وبما يضمن بقاءها تعمل وتؤدي خدماتها الحيوية لشعبنا.
فكما يعلم الجميع أن أعضاء هيئة التدريس ومساعديهم لم يحصلوا رغم هذه المدة من عمر الإضراب على مرتباتهم ولم يجدوا سوى المماطلة والوعود المتكررة علاوةً على التخوين والتحريض ضدهم رغم عدالة قضيتهم ومطالبهم، وهو ما يجعل استمرار الإضراب قضيةً مبدئيةً لا تراجع عنها، وحقاً مشروعاً، بل والتزاماً قانونياً وأخلاقياً رافضاً للعمل بدون أجر. وفي الوقت الذي نواصل فيه إضرابنا المشروع والحضاري ومع استثناء امتحانات الفصل الدراسي الأول فإننا نعبر عن إدانتنا واستنكارنا للمماطلة وتقاذف المسؤولية التي تتبعها الأطراف السياسية والجهات المعنية والذين يمعنون في استنزاف المال العام واحتكاره وترك مؤسسات الدولة والقطاع العام رهينة الانهيار والإفلاس والتوقف، بينما ينصب اهتمامها على تحريك وتغذية رحى الحرب والدمار في وطننا.
الإخوة والأخوات
إن إضرابكم يجسد رسالة مستمرة بالغة المعاني تقدمونها للجميع بأنكم ضد الخنوع والانصياع للظلم والفوضى والاستبداد، كجزء من رسالتكم الوطنية والإنسانية السلمية والشجاعة. ونؤكد لكم أن نقابتكم لن تألو جُهداً في متابعة تحقيق مطالبكم دون انتقاصٍ لدى الجهات ذات العلاقة.
عشتم وعاشت جامعة صنعاء منارة للعلم والقيم.
صادر عن الهيئة الإدارية لنقابة أعضاء هيئة التدريس ومساعديهم في جامعة صنعاء
الثلاثاء الموافق 14 مارس 2017م