المواطن/ كتابات ـ أ.د.محمد أحمد علي المخلافي
صبيحة يوم السبت 2002/12/28م لبس جارالله عمر الأمين العام المساعد للحزب الاشتراكي اليمني ثياب الشهادة دون أن يدري، وتسلح ببديع الكلام وأفضله وأنقاه: الدعوة إلى مغادرة الصراعات المدمرة وإحلال قيم التسامح والتعايش محل الدعوات للكراهية والاقتتال، واستبدال التهميش والإقصاء والاستبداد بالشراكة واحترام الرأي والرأي الآخر وضمان حقوق الإنسان كافة، داعياً إلى ضمان الحقوق الدستورية والقانونية للمهتمين والمشتبه فيهم بارتكاب أعمال إرهابية. وما أن فرغ من إلقاء كلمته أمام الالآف من مندوبي المؤتمر الثالث لحزب التجمع اليمني للإصلاح، حتى امتدت يد الإرهاب لتصوب طلقاتها الآثمة إلى قلبه الكبير برصاصات الغدر، منفذة بذلك إحدى الحلقات لمخطط الاغتيالات الذي وضعه تنظيم الاستحلال للتصفية الجسدية لقيادة الحزب الاشتراكي اليمني والعشرات من المبدعين والمفكرين اليمنيين.
لم يكترث الشهيد لقلق اصدقائه من حضور الجلسة الافتتاحية للمؤتمر وإلقائه كلمة الحزب الاشتراكي فيها، ولعل مرد ذلك عدم قبوله بفكرة أن يتعرض للغدر، وهو ضيف على حزب التجمع اليمني للإصلاح وفي مؤتمره. غير أن دخوله القاعة بدون حراسة ودخول نظرائه في الحزب المضيف مع حراستهم، قد عبر عن استعداد الشهيد للقبول بالمخاطرة والتضحية بحياته في سبيل إبلاغ رسالته الخالدة.
- من مقدمة كتاب: (نقد وتفكيك خطاب الإستحلال- نص مرافعات محاميي
الشهيد جارالله عمر)
*من صفحة نائب الأمين العام د.المخلافي