تقرير معهد واشنطن لفت إلى أن التسجيل المصور لحادثة الهجوم على الفرقاطة الفرنسية الصنع والتابعة للبحرية السعودية والذي التقط من طرف زورقين، يظهر أن زورقا ثالثا اقترب من السفينة وضرب مؤخرتها ما يؤكد أن الهجوم كان انتحاريا.
واستنتج الباحثان سايمون هندرسون وجيرمي فوغان أن الحادث يدل على “وجود نقاط ضعف مثيرة للقلق في البحرية السعودية”، مشيرين إلى أن الهجوم وقع في وضح النهار وما كان يتعين السماح لزورق انتحاري محتمل بالاقتراب الشديد من الفرقاطة نظرا لقدراتها القتالية الكبيرة.
وأقر التقرير بصعوبة استعمال مدافع هذه السفينة المنصوبة في مقدمتها ومؤخرتها في صد هجوم من هذا النوع، لكنه لفت إلى أنه “تم تصميم البارجة لحمل طائرة هليكوبتر، وليس هناك مؤشر بأنه كانت هناك مثل هذه المروحية أثناء وقوع الحادث”.
وأوضح في هذا لشأن أنه لو تعرضت سفينة أمريكية لمثل هذا الهجوم “لكانت مروحيات البحرية الأمريكية قد حاولت في وقت مبكر منع القارب الصغير من الاقتراب منها، وذلك باستخدام الشعلات الضوئية، والدخان العائم، والطلقات التحذيرية لإبقائه بعيدا عن السفينة”.
وذكّر الباحثان بأن مسرح العمليات اليمني كان قد شهد في أكتوبر الماضي إطلاق “صاروخ مضاد للسفن من مواقع صواريخ ساحلية تخضع لسيطرة الحوثيين وألحق أضرارا بسفينة سويفت العالية السرعة التي كانت تابعة للبحرية الأمريكية سابقا وتم بيعها للإمارات العربية المتحدة وكانت تديرها قوات التحالف بقيادة السعودية كسفينة لإنزال القوات وتوفير الخدمات اللوجستية”.
واستهدفت واشنطن لاحقا مواقع رادار يديرها الحوثيون بواسطة صواريخ كروز – توماهوك، وذلك بعد أن تفادت مدمرة الصواريخ “يو إس إس ميسون” الأمريكية هجومين صاروخيين تعرضت لهما.
التقرير أشار إلى أن تلك الضربات لم تستطع إنهاء تهديد الصواريخ المضادة للسفن في المنطقة، وهجوم 30 يناير/كانون الثاني أظهر “أن هدير موجات الصراع لا تزال محسوسة في المياه قبالة ساحل اليمن”.
وأسدى الباحثان الأمريكيان في هذا الصدد نصائح لحكومتهما بدآها بالتأكيد على أن السفن الحربية العاملة في باب المندب ستظل “معرضة للخطر إلى أن يصبح الساحل اليمني الذي يبلغ طوله 1100 ميل آمنا”.
وتبعا لذلك طلبا من واشنطن “زيادة نقل التكتيكات والتقنيات والإجراءات التي تتخذها القوات الأمريكية لكل من المملكة العربية السعودية ودولة الإمارات لكي تتمكنا من الدفاع عن نفسهما بشكل أفضل ضد الصواريخ المضادة للسفن والقوارب الصغيرة المعادية”.
وحث التقرير الولايات المتحدة على إرسال “خبراء في الأدلة الجنائية لاكتشاف أصل الأسلحة المستخدمة ضد الفرقاطة، وبالتالي ستتوفر معلومات إضافية للتحالف حول إحباط الهجمات المستقبلية”.
وألمح الباحثان إلى أن واشنطن قد تجد في حادث الهجوم على الفرقاطة السعودية “فرصة للضغط على الرياض لكي تسعى للتوصل إلى حل دبلوماسي للصراع بدلاً من استمرارها في المسار الذي يظهر للكثيرين بأنه حرب لا يمكن الانتصار فيها”.
المصدر:washingtoninstitute