المواطن/ كتابات ــ برفيسور: أيوب الحمادي
على قناعة ان الخارج لا يهمه بقاء اليمن ممزقة و هشة او مرتهنة بقدر ما يهمه فقط عدم تصدير القلق و الارهاب والتهديد الى الجوار و الممر الاقتصادي, و لذا لن يقدم لنا حلول, اذا لم نصنعها نحن كيمنيين من مضمون سياسي يكرس اغلاق ملفات الحرب و الصراع و الانطلاق بعدها الى المصالحة و التعايش و ثم التنمية داخل المجتمع اليمني المختلف التوجهات و المذاهب و الاحزاب .
المصالحة هو القبول بوجود الآخر كمكمل للنسيج و الهوية اليمنية و التعايش هنا يكون بمثابة شوكة الميزان في بناء الدولة مما يفرز الاستقرار و إرساء علاقة متينة مع الجوار تضمن الاحترام المتبادل و بناء جسور تعاون, تجعل اليمن تمسك بالمبادرة لبناء ذاتها واطلاق عجلات التنمية للدوران فتتكامل مع محيطها العربي كمكون اصيل و ثابت. الثوابت يجب ان تترسخ ليس في بناء الاقاليم كاجزاء منفصلة غير متعايشة ومتصالحة و انما في إرساء مبدأ التعايش و التصالح و التكامل و التعددية على أسس ديموقراطية لا مكان فيها للاستثناءات و الإقصاء مما يشكل مسار لتطور المجتمع اليمني سياسيا واجتماعيا وتنمويا متجنبا الاخفقات و النظرة القاصرة للاحزاب و الجماعات و الدولة في العقود الاخيرة, التي أضاعت على البلد فرصا تاريخية سياسية و تنموية للنهوض مما اطال امد النزف و الخسائر من اجل مصادرة السلطة لفيئة معينة بعيد عن العودة الى الإذعان لمبدأ ديموقراطي اساسي و هو ضرورة التعايش بين احزاب و جماعات متباعدة تحت خيمة القانون و المصلحة الوطنية العليا.
الانطلاق للمستقبل يقتضي وجود محرك مجتمعي لايجاد حلول عاجلة للمعضلات السياسية و الاجتماعية والاقتصادية المتراكمية من قبل الحرب و ما افرزته الحرب, التي تمثلت في انتشار الازمات و الصراعات جعلت استقرار الدولة معضلة و دفعت بالكثير الى الارتهان و الاحتراب والاغتراب, فصارت حياة اليمني اشكالية معقدة تجسدت امامنا في انتشار البطالة و توقف ايجاد حلول لها مع انتشار ظاهرة الفساد و أزمة السكن و انتشار الجهل و السلاح و الارهاب الداخلي و حتى تعثر آلة التنمية و الانتاج البسيطة مما جعلت البلد ارض خصبة لانتشار الجماعات المسلحة المختلفة, التي رفعت شعارات الماضي و زعزت استقرار اليمن و المنطقة.
و لكون الحلول ليست مستحيلة حتى بوجود الحرب و الارتهان الخارجي و فقدان السيادة انما تتطلب طرحها بأسلوب علمي مبني على الواقع و تجارب الاخرين و وضوح الرؤية في مجابهة هذه القضايا الشائكة بدعم اقليمي و دولي لاختيارات المجتمع اليمني في اغلاق هذا الملف والانطلاق بدولته ليكون بين الدول في هذه الالفية. فبناء دولة يمنية قوية في محيطها العربي هو مكسب لليمن و للمنطقة و اتاحة لفرص السلام و الاستقرار في منطقة مستهدفة تمثل عصب التجارة الدولية و الطاقة والتنمية و الازدهار لأن هذا من المسؤولية الاولية التي تجفف منابع الارهاب و الحرب و الارتهان.
نقلا عن يمن فويس