المواطن / كتابات _ فتحي أبو النصر
صور تجمعني مع كائنات لا اعرفها
انفلت في غيابي وكنت وجدت القصيدة في برميل قمامة فتشنجت في ضجري وسخرت مني وتعددت أشكالها في سيرتي
لكم أريد أن التهم النجمة التي تحرس القمر الآن
كل شيء طليق في أنفاسي فماذا يعمل رسول حمزاتوف في جيب قميصي المعلق ولمن ارفع هذه الكأس
وما الذي يرتاب بي هكذا ؟
على الدوام يحضر حنيني وخسارتي أقوى من أية نجاح
أنا فتحي أبو النصر
أحيانا أكون فأرا لطيفا وأحيانا أكون تنينا أو نورسا أو دلفينا أو كنغرا أو كلبا مقصوص الذيل
لكنني فتحي (ابن زعفران )الذي ينصب لنفسه الكمائن
يعرفني الجند وخطباء المساجد والشحاذون والموسيقيون والأصدقاء الخاسرون والشعراء إذ يبكون فيدركون ماهو المعنى
أنا الذي اسعل الآن ..صدقوني أحبكم
داخلي وخارجي أحب
مغمضا ومحدقا في الغرباء الكثيفين
في العزلة وكلام المقهى
عندما يطلبون مني التأويل أو يمارسون النميمة عليّ
بمكر يشبه براءتي في القصيدة – وقت اركب لها أجنحة لتحط على صدور من سيغدرون بها-يمكنني أن أحب أيضا
بوعي وبلا وعي
بلا سبب وبنتائج كثيرة
بلا تباه وكوليد يموت أو كميت يلد
حين أجوع وحين أخاف
كما ندم أو كطفل يجري ويتعثر
كما ضوء اعزل أو بسمة مغلقة على نفسها
مع ورود الحديقة وورد المزهرية الذابل
في الحمى وحين أتناول الأسبرين
في نومي وحين أحاول أن أنام فلا أستطيع
بمنظر البالونات والطائرات الو رقية وبمنظر المسافرين حين يلوحون
بسادية وبمازوشية
بهدوء وباندفاع وبأنانية وبسمو
مع كرسي وحيد وفي زحام الشوارع
بعقيدة وبدونها
بكفر وبإيمان
بكلمات بوذا الأخيرة ومتتبعا لأخبار الحروب
في مذاق الولائم كما في الخبز الجاف
في صوت الأذان وبدون دليل في صوت المؤجر
في الشائعة المنتشرة وفي الصمت
مع الكتب القديمة وفي الماسينجر
حين اعرف بأنني لا اعرف وفي شؤون الميتافيزيقا
ضد الديكتاتور ومع عدم التزامي بالوطن وبالشعب
في تقديمي للعزاءات وحين أمارس الاستمناء
بإحساس وبدون إحساس
بلهفة وبشراسة وبشفقة وببكاء
حين أصحو في السادسة صباحا وحين أقرر النوم لأيام
بإفلاسي وحين أضاعف من شراء كروت التعبئة للموبايل
عندما أتمعن في الخرائب أو أنجو في الرقصة التالية
كعجلة لكل القطارات و عندما أصل متأخرا كعادتي
بشكل معقد وبمثابرة على العطاء وبيأس فادح
حين أتذكر تاريخ اليوم أو أنسى أيام الأسبوع
بكل أزمة الحضارة الحديثة وبسلاسة طفل بدائي ارعن في بسمته
متوترا وخائفا وشفافا
أجد الحب داخلي
و يمكنني على الدوام أن أجده على بعد عشرة أمتار أيضا
أنا نظرتكم السرية إليكم
الدروب بناتي والسحرة أبنائي ووحشة وثنية تمكنني من هذه السعادة الغريبة
أحببت مرة لوحة تشكيلية ومرة حافلة عامة ومرة طشت غسيل ومرة شجرة زيزفون ومرة غرفة على السطح
وأنا مصاب في كاحلي يمكنني أن اعبر الوحل بحب
وحين اسجن نفسي إلى نفسي أتحرر مني بحب
و عندما يصفعني جندي في مظاهرة يمكنني أن أردها له بحب
مثل الله المتعب مثلي ليس لي إلا أن أحب
2006 م
من مجموعة “موسيقى طعنتني من الخلف ” 2008م