قصة – محمد هائل السامعي
لقد كان معها ،يتبادلان النظر ،منذ جلوسهما ،معاً،على مقاعد الانتظار المتفرقة ،في إحدى شركات الصرافة والتحويلات المالية ، في مدينة يمنية صغيرة، ومع إنجذابهما بالملامح ،وتحديقهما في نظرات متبادلة ،أتصلى ببعض،ليكون بصحبتها طفل صغير ،لا يتجاوز سن السابعة من العمر ، يتجول في صالة الإنتظار، وفي المقعد المقابل كان يجلس ذلك ،الشاب ،الذي لم يجد وسيلة يوصل بها رقم هاتفه إليها،فكاميرات المراقبة داخل المصرف قد ،تكشفه في حال سجل رقم هاتفه على قصاصة ورق صغيرة كما يفعل البعض،ليفكر هو أو ربما ألهمته هي ،في وضع رقم جواله على ،عملة ورقية من فئة “الف ريال “طبعة قديمة،عشرة طير جمهوري عليه ،ولا تاريخ له.
فحين أقترب منه ذاك الطفل ،بادله الحديث ذلك الشاب ،ببعض من عبارات التشجيع والتحفيز ،يابطل ويا…بعد ذلك سأله : عن إسمه وكم عمره،وهل قد إنضم إلى المدرسة أم لا؟!
ظل الطفل ببرائته ،يتحدث معه ويلعب،ليكون الطفل وسيلة ،أعطاهُ ذلك الشاب ،”الف ريال” حطها في جيبه ،الطفل كان يرفض أخذها،وظل يتعاركى إلى ،أن ،بادرة قريبته مُسرعة لتأخذه ،مع مالديه من نقود بحوزته-الالف الريال، وبعد مغادرتهما للمصرف وعودة كلاً منهما منزله ،تلصصت حينها تلك الفتاة على الطفل ،لتعطيه ،بدلاً من “الالف “،”مئة ريال” ، وذهبت للاتصال والتواصل الهاتفي مع ذلك الشاب الذي أغرمت به وأغرم بها،تصادقئ ،وتعمقت علاقتهما لتصل إلى الحب، ومن ثم الزواج ،وفي يوم حفل زفافهما،أعادة تلك الفتاة للطفل، ذلك “الالف الريال”، لتُفرحه في يوم فرحتها الكبرى، الطفل يذهب مسرعاً بفرح إلى دكان القرية للشراء ،بتلك النقود ، صحاب الدكان،في نهاية الأسبوع ،يُوصل هذا (الالف)، مع نقود أخرى من فئات مختلفة إلى السوق للشراء ،وفي السوق مع المقايضة وتبادل البيع والشراء “الالف” يعود من جديد، في الذكرى الرابعة لزواجهما، الزوج ،الذي باع مجوهراتها ،بعد عام من زواجهما ،وأشترى باص ،للعمل ،يدر عليهم دخل ، ليصادف حصوله على (الالف) من إحدى الركاب، أبتسم الزوج واحتفظ ،بهذا “الالف” كتحفة ثمينة وغالية وذكرى عظيمة،ليعود مساء تلك اليوم،ليضيف عليه توقيعه الخاص،وليخبرها بأن : المال يعود في دورته النقدية لمن أصدره ،ليمنحه زوجته من جديد، ويحتفلوا ،بهذه الذكرى معاً، وظلوا محتفظين به في إرشيف صورهم ،الى أن اجبرهم ظرف الحرب ،وانهيار العملة ،ووضع اقتصادي أرهقهم كثيراً، بعد أن ادخروه لعقد من الزمن من زواجهما الاول ،ليقرروا بعد ذلك أخذ صورة تذكارية مع “الالف” واتفق،ذلك الزوج مع زوجته ، على بيعه و إرساله إلى أحد أقاربهم ،في صنعاء ،ليكون هو ذلك الطفل الذي باعه من قبل ..