المواطن/ صحف
اعتبر السفير البريطاني لدى اليمن مايكل آرون أن العملية السياسية اليمنية شهدت تقدما خلال الأيام الفائتة، إلا أنه وصف هذا التقدم بـ«الهش»، مؤكدا الحاجة إلى تعزيز الخطوات الإيجابية التي يقوم بها جميع الأطراف باتجاه السلام.
وتحدث السفير لـ«الشرق الأوسط» عن تقدم في الملف اليمني بعد ما وصفه بـ«أسوأ الحوادث» وهو الهجوم على منشآت نفطية شرقي السعودية والتي أدانتها المملكة المتحدة بأشد العبارات.
يقول آرون: «أعتقد أن هناك تقدما حدث بعد أسوأ الحوادث وهو الهجوم على بقيق وخريص، وهي هجمات سيئة جداً وقد أدنا بشدة هذا الهجوم، بعد الهجوم كان هناك بيان الحوثيين بعدم استهداف السعودية، وكان هناك رد فعل على الأرض من السعودية، كذلك هناك بعض الخطوات الإيجابية من الحوثيين وهو الإفراج عن نحو 300 شخص من السجناء والمعتقلين».
وأشار آرون إلى أن زيارة مارتن غريفيث المبعوث الأممي لليمن إلى صنعاء ومسقط خلال اليومين الماضيين كانت جيدة، قائلاً «نشعر بالتفاؤل».
واعتبر السفير البريطاني لدى اليمن خطوة الحوثيين بوقف الهجوم على السعودية مهمة جداً، وتابع «نحتاج إلى استمرار هذه الخطوات، الحوثيين قلقين نسبياً كما سمعنا، يريدون معرفة ردة فعل السعودية، لتلك الزيارة والاجتماعات معهم في صنعاء ومسقط هو لفهم موقفهم وتشجيعهم على الاستمرار في الخطوات نحو السلام ووقف الحرب».
ولفت مايكل آرون إلى أن زيارة المبعوث الأممي إلى مدينة جدة قبل أسبوع ولقاءه الأمير خالد بن سلمان نائب وزير الدفاع السعودي كان أمراً مهماً جداً، وأضاف «لا نريد أن يتوقف هذا التقدم رغم أنه تقدم هش، الثقة بين الأطراف ضعيفة وحالياً المبعوث الأممي بمساعدة المجتمع الدولي بما في ذلك المملكة المتحدة نساعد في تعزيز الثقة بين الأطراف وتشجيع أي خطوة إيجابية، الأطراف تفهم أن الوضع على الأرض سيئ جداً، الناس يعانون على الأرض وتبادل الهجمات لا يساعد أي طرف، لذلك حان الوقت للمضي قدماً نحو السلام عبر المبعوث الأممي».
وأوضح السفير البريطاني أن القيادات الحوثية تلقت تصريحات ولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان الأخيرة بشكل إيجابي، وقال «نرى تصريحات من الجانبين تعزز وتساعد التقدم في عملية السلام، وهو أمر إيجابي، لا شك نحتاج إلى تحويل ذلك على أرض الواقع، لكننا لاحظنا أن مستوى التصعيد بين الأطراف انخفض وبهذا التقدم يمكننا المضي قدماً إلى الأمام».
وبسؤاله عن آخر تطورات (حوار جدة) بين الحكومة الشرعية والمجلس الانتقالي الجنوبي برعاية السعودية والإمارات، أكد آرون أنه تحدث إلى بعض ممثلي الأطراف قائلاً «أعتقد أن الواقع أفضل من الشائعات». في إشارة منه إلى الأنباء التي تحدثت عن وصول حوار جدة إلى طريق مسدود.
وشدد السفير البريطاني على أن الجانبين يريدون اتفاقاً، والسعودية والإمارات كذلك يريدون الوصول إلى اتفاق، وتابع «من مصلحة الجميع الوصول إلى اتفاق، من دون اتفاق الانتقاليين ليس لديهم أي شرعية، ومن دون اتفاق لا يمكن للحكومة الشرعية العودة إلى عدن، رغم أن الخدمات في عدن تعمل لكن الوزراء ليسوا هناك، إذا أراد الانتقاليون الاعتراف بهم من المجتمع الدولي كلاعبين يحتاجون اتفاقا، والسعوديون يلعبون دوراً إيجابياً جداً، وجهود الأمير خالد بن سلمان ممتازة، وقد قال إنه متفائل، وعليه نتوقع اتفاقاً خلال الأسابيع القادمة».