المواطن/ كتابات
الكاتب الاقتصادي /محمد هائل السامعي
كنت وحتى عام 2011م، لا أزآل في تعداد جماعة المحافظيين من الانتماء لأي حزب سياسي،على الرغم من تجاوزي السن القانوني لكي أصير متحزبا،
كان همي الكبير ومايزال هي الثورة والنضال من اجل وجود سلطة نزيهة وحقيقية دولة قوية في اليمن – الدولة الحرة والمستقلة في قرارها السياسي والاقتصادي،دولة الشعب العادلة،التي ستضمن حقوقنا وحريتنا جميعا.
كنت في تلك الفترة وماقبلها أرفض الانتماء لآي حزب من الاحزاب السياسية الموجودة ،مررت بمرحلة البحث عن حزب سياسي جديد ،غير الاحزاب السابقة -حزب تنجبه الثورة – شبابي ،ولا يحمل اي من السلبيات ،مما أقترفته الاحزاب السابقة،بمعنى الاستفادة من أخطاء من سبقوا ،ويقود الثورة ومشروعها الوطني ،لكن صادفني “عائق ” هو مشاركة غالبية شباب الاحزاب في الثورة ،وهنا كلهم ثوار ورفاق بنسبة لي كثأئر – من جهة كان جميل تنوع الشباب في الانتماء- الانتماء السياسي المعارض للنظام ،والاجمل تنوع فئات المجتمع وشرائحه -ومن جهة أخرئ استغلت منظومة الحكم الفاسدة من خرج الشباب في ثورة ضدها ،عبر أجهزة مخابراتها المصنوعة بث سموم حقدها – في صنع خلافات بين الشباب داخل الساحات ،في سياسة لتمزيق الشباب وتميع لدورهم ، وتدمير لأحلام الشباب ،وسلب من الثورة أهدافها ومشروعها النبيل.
توافق مع دراستي في سنة أولى بالجامعة مقرر مبادئ العلوم السياسية ، ومع تحديد مصيري وتنقيبي ومفاضلتي في دراسة برامج الاحزاب وتاريخ كل حزب على حده في تلك الفترة ،تعرفت على أن الحزب الاشتراكي اليمني هو الاقرب للثورة وطموح شبابها الثائر الحر ،كونه المعبر بصدق واخلاص عن شعب يبحث عن حياة حرة وكريمة ،بغض النظر وجدت فيه القليل من السلبيات ،ووجدت شبابه لديه روح ومعنويات عالية في تغيرها،فقد بادر شباب الاشتراكي في تعز انذاك ،في الاحتجاج والاعتصام بمقر منظمة الحزب وتغير قيادة حزبهم على مستوى المحافظة ،وجدته الاقرب الذي يمكن أن نصحح فيه ويناضل من اجل الشعب، وجدته الوحيد الذي يمكن أن نسميه حزب سياسي ديمقراطي على عكس باقي المكونات والتنظيمات السياسية الاخرئ،
الحزب الذي يمقت بصدق الطائفية والمناطقية والعنصرية ،ويرفض الانتهازي والاستغلال والتجارة بالدين و الوطنية في تحقيق مكاسب سياسية،وجدت الحزب الاشتراكي اليمني عقل الثورة -بل ووعيها الناضج المتنور ،وشبابه كان بمثابة الروح الأكبر والحقيقي لثورتنا العظيمة .
ذهبت في الأنتساب لهذا الحزب ،لا رغبةلي في تحقيق مصلحة شخصية ،وبدون اي تأثير شخصي في الاستقطاب ، فأبي لم يكن متحزب ولا متعلم، وقدم لي نصح بأن لا أتعصب لحزب أرغب في الانتماء اليه ،لدى أبي روح ثورية عالية ، رافض ومايزال بقوة للسياسة النظام الحاكم، وديمقراطي بالفعل عرفته -عندما أتاح لي فرصة الانتماء لاي حزب ارغب فيه؛ وقد كان قبوله بعضوية “التجمع اليمني للاصلاح” كما حدثني ، إرضا لوالده -جدي رحمة الله تغشاه،
الذي قد كان منتسبا “للاصلاح” في فترة نشأته من العام 1990م،وهنا استطعت انا كسر قاعدة لدى الكثير ممن يعتبروا الحزبية -توارث ،كما اتعهد هنا أن أكون ديمقراطي حقا، ولا أجبر أطفالي بأن يكونوا في اي أحزب بعد سن ،شرع لهم وكفل القانون أن يتحزبوا، والذي سيكون واجبي نصحهم باختيار الحزب الذي يعمل من اجل المجتمع والوطن ،لا يعمل في مصالحة النخب او الخارج ،ولهم الحرية في الانتماء للاحزاب التي يرونها تناضل من اجل وطن -يمن أجمل وأسعد.
لاحظت في الحزب الاشتراكي اليمني النضوج السياسي ،والعنفوان الثوري -وطني متحرر لم يكن تابع اي دولة أجنبية او اقليمية عربية .
بقدر حاجتي وبحثي عن اكتساب مزيد من الوعي الثوري ،من خلال مورث وتجربة ثورية سياسية رائدة لديه،و أكثر ما شدني في الانتساب لهذا الحزب الوطني الثوري الديمقراطي العريق ،هو محاربته للفساد بكل اشكاله وأنواعه ،رفضه للظلم والإستبداد والقهر، ومحارب (بضم الميم ) بقوة التخلف والجهل ، كما أن لديه رؤية سياسة ثاقبة في تخليص البلد من هذه الكوارث والأزمات بواسطة التنمية والإعمار..
لقد كان الحزب الاشتراكي اليمني ،صاحب المشروع الوطني الكبير -معاق الحركة – وقد كان الفضل للثورة 11فبراير الشبابية، في منحه النهوض و استعادة نشاطه في مواصلة نضاله،والذهاب باليمن نحو دولة المواطنة والعدالة والشراكة والمساواة والحكم الرشيد.
نتيجة لماتعرض له الحزب الاشتراكي من قبل القوئ الظلامية – منظومة الحكم ،من بعد حرب صيف 94 من اقصاء وتهميش واعتقالات وتسريح لكوادره من الوظائف ونهب لممتلكاته وحرب قذرة تم قيادتها ضده، بتوجيه من الخارج -لمنظومة الحكم التابعة في الداخل ،وهنا اجزم القول انها عجزت في تدمير الحزب وإخضاعه ، وبقاء الاشتراكي صامد بشموخ كالجبال لا يعرف الإستسلام .
استعاد الحزب الاشتراكي انفاسه بعد الثورة ،وبدأ ينشط بقوة وعزم في تحقيق دولة للشعب يسودها القانون والنظام الديمقراطي والعدالة الاجتماعية ،ولكن تخوف المنظومة الناهبة للثروة والمسيطرة على السلطة في البلد من نجاح الثورة الذي سيقضي على مصالحها ، أسرعت في الانقلاب على الثورة والتوافق السياسي ،في غطرسة منها للسيطرة على البلد بقوة السلاح ،متجاهلة في ذلك الشعب وعزيمته الفولاذية التي لا تنكسر ،وهنا لنا الفخر في حزبنا كجزء من الشعب الذي قدم الكثير من كوادره وشبابه في إستعادة الدولة رفضا للإنقلاب ،وهناك الكثير من كادره الشبابي الثوري في السجون والمعتقلات -لمقارعتهم للهيمنة والفساد المليشياوي، كما انه مايزال مع السلم الاجتماعي والتعايش،في ترسيخ مفهوم الديمقراطية وتحقيق السلام.
يمتلك حزبنا الاشتراكي ،تقبل اي اختلاف في وجهات النظر ،ولديه رحابة واسعة في تقبل النقد، وبصفتي عضو في الحزب الاشتراكي اليمني ،والذي يحق لي النقد-النقد البناء ،أطالب القيادة العليا لحزبنا حل إشكالية بقاء البعض منها خارج الوطن ،والأسراع في العودة ،للنضال من هنا من اليمن ،لما للإستياء الواسع من قبل الشباب الحزبي لسبب بعدها عنه،وليس من الصح أن تنعزال القيادة عن جماهيرها ،بل عليها أن تظل قريبة منهم ،واعادة الترتيب والبناء التنظمي الصحيح للمؤسسة الحزبية ،من المنظمة القاعدية التي تعد النواة الاساسية وحتى الامانة العامة؛وان تعمل على تنفيذ مخرجات الكونغرس الحزبي الذي تم انعقاده قبل اندلاع الحرب ،والعمل بنظام الفيدرالية المالية في الدائرة المالية داخل الحزب ،واستعادة النشاط الجماهيري والحزبي من المناطق المحررة كمرحلة أولئ.
النصر للشعب وللثورة في تحقيق السلام وبناء الدولة .