فهمي محمد
المواطن: خاص
إن اكبر مشكلة واجهت العقل البشري عموما ًواعاقت حركته في سيرورة التاريخ تكمن في تجرو ذلك الإنسان وإقدامه على منازعة الذات الإلهيه في المقدس واصباغ ذلك على ذات النفس البشريه ، فتكون من ذلك إله مقدس كاذب في الارض يشرع بسم إله صادق في السماء ، الأمرالذي جعل الآخر في الارض يطوق للكفر في شرع السماء .
هذا المقدس لم يعيق حركة الإنسان في التاريخ فقط بل حلل قتله وسفك دمه لا لذنب بل لأنه باحث عن الحقيقه ، ولذلك كان هذا المقدس وراء اول عملية إعدام للعقل في تاريخ البشريه حين حكم بإعدام سقراط بتجرع السم بتهمة مخالفاته لشرع رب المعبد وعدم ايمانه بتعدد الآلة التي كان يقول بها معبد روما ،
فسقراط حين أستخدم العقل بتحليل الظواهر تدخل المقدس الكاذب بإدواته وقال كلمته في حق العقل وأعدم الفيلسوف العقلي الاول الذي نقل الفلسفة من النظر في الطبيعيات الى النظر في جوهر الانسان الأمر الذي يعني نقل الفلسفة – من التفكير بالعقل الى التفكير في العقل نفسة .
نعم اعدم الفيلسوف العقلاني الذي قال يومها بحقيقة إله واحد ، لكن فكره انتصر بعد ذلك على يد افلاطون ، وارسطو ، ومارس العقل البشري دوره الطبيعي في خدمة البشرية والانسانية في غياب ذلك المقدس الكاذب ، ولكن هذا الغياب لم يستمر حيث عاد مستغلا ً، إنهيار الإمبراطورية الرومانية فألتهم الحضارة العقلانية البشرية وادخل الفكر البشري في ظلام العصر الهلينسيتي العصر الذي انتصر فيه المقدس بقيمه” العرفانيه الغنوصية ” وبداء العقل يومها وكانه يقدم إستقالته من ممارست دورة النقدي والمعرفي في فكر الإنسان !! .
إنه إنتقال الإنسان من المعقول الى اللأمعقول إنتقال رسم طريقه ذلك المقدس الكاذب الذي أستمر حضورة في حركة الزمن وقتل الروح والعقل معاً في الديانة اليهودية والمسيحية،ثم أستقر مؤخراً بكل حمولته الثقيلة والسمجة في فكر المسلمين .
هذا المقدس عندما اسس جناحة الاول في السيطرة على السلطة بمظهره السني في دولة الاسلام بدأ يمارس الدور المنوط به فصلب المفكر التنويرى العقلي غيلان الدمشقي ، ولم يكتفي بذلك بل أستمر يطارد عقله التنويري في فكر معبد الجهني والحسن البصري وواصل ابن عطاء وعمر ابن عبيد والعلاف والكندي وابن رشد ، وواصل دوره هذا حتى عطل دور العقل النقدي ، وهو بذلك قد ساهم في تأسيس الجناح الثاني للمقدس الكاذب في مظهره الشيعي كردة فعل لتغول إستبداد هذا المقدس السلطوي بمظهره السني ، فكان لا بد من أغرق المجتمع الاسلامي بقيم النظام العرفاني الغنوصي التي شكلت في الماضي أنساق النظام الثقافي وادوات الإنتاج المعرفي للديانة الهرمسيه الغنوصية التي سادت شعوب الإمبرطوريه الرومانيه بعد انهيارها ووصلت هذه المعتقدات الى مصر وسوريا ثم دخلت الى الساحه الثقافية الاسلاميه من فكر هذه الشعوب بعد اسلامها .
هذا النظام العرفاني الذي يقول ان المعرفة قذف من الله في النفس وليست مكتسبة في العقل والذي أسس مداميكة في الحقل المعرفي الاسلامي ذنون المصري شكل الجناح الثاني للمقدس الكاذب في الاسلام ، وبذلك يكون هذا المقدس الكاذب بمظهره السلطوي الاصولي السني والمعرفي الغنوصي بمظهره الشيعي هو أحد اكبر الاسباب المسؤلة عن إغراق الامة العربية والإسلامية في الجهل والتخلف والحروب حتى اليوم وهو الذي يساهم في إشعال هذه الحروب القذره في اليمن من حين الى آخر حيث وجد في الخصوصية اليمنية العصبوية قبلياً ومذهبياً ما يكمل هويته كمقدس يمارس دوره في تجيش العواطف ، لذلك ليس بمستغرب أن نجدة دائماً ما يعنون حروبة بمقدسات يكذبها العقل كما نسمعها اليوم في هذه الحرب وعلى لسان زعيم انصارالله بقوله (قاتلوهم لان الله اراد ان تقاتلوهم) في قتال على السلطة والثروة يحضر الله في خطاب هذا المقدس راضياً بقتل عبادة !!.
ثم نجد هذا المقدس الكاذب حاضراً في خطاب جل فصائل المقاومة ثم الجيش حين يوهم المجتمع زوراً انه يخوض حرب إسلامية دفاع عن الشريعة والعقيدة وعن اعراض الصحابة !!
نعم إنها محنة الإنسان عبر الزمن مع عقله ، عندما يمارس هذا العقل دورة خارج الذات الانسانية وخارج سياق التاريخ كصيرورة ثم ينتج مقدساً كاذب ، او قل حين يقدم العقل استقالته في تفكير ذلك الانسان .!!!