يتصدر الدور الإماراتي في محافظة سقطرى المشهد الإعلامي والسياسي اليمني في الآونة الأخيرة ، وسط موجة من الشائعات التي تطلقها مطابخ إعلامية تابعة للانقلابيين .
حملات تشويه يقوم بها نشطاء الانقلابيين ضد الدعم الإماراتي لجزيرة سقطرى ما يكشف الرؤية الموحدة لهما في تكريس الإنحطاط والتخلف ومحاربة كل مايخدم التنمية والتطور في اليمن في المقابل تسير يد العطاء الإماراتية غير آبهة لهذه الأصوات التي أدخلت اليمن في نفق مظلم حيث تعمل دولة الإمارات بجهد دؤوب لإنقاذ جوهرة اليمن (جزيرة سقطرى) من وحل إهمال أنظمة الحكم المتعاقبة في اليمن.
الإمارات وسقطرى .. حضور إغاثي في أحلك اللحظات
لا يخفى على مراقب بصمات الإمارات الخيرة ودور الإغاثة الذي لعبته دولة الإمارات ؛ عقب إعصاري ” تشابلا ؛ وميغ ” المدمرين في نوفمبر من العام 2016م ؛ و اللذين خلفا أضراراً بشرية ومادية كبيرة في الجزيرة .
قيادة السلطة المحلية ممثلة بمحافظ سقطرى العميد عبد الله سالم عيسى، كانت واضحة في موقفها الذي يثني ويشيد بالدور الإغاثي والإنساني الكبير الذي لعبته دولة الإمارات في جزيرة سقطرى، ممثلة بمؤسسة خليفة بن زايد آل نهيان للأعمال الإنسانية، وهيئة الهلال الأحمر الإماراتية في مجالات الإغاثة والتعليم والصحة والإعمار.
كما أن توقيع هيئة الهلال الأحمر الإماراتية اتفاقية توأمة لتأهيل وإعادة الإعمار في عدد من المرافق والمنشئآت الحكومية في مجالات التعليم والصحة وصيد الأسماك و إعمار ما دمره إعصار تشابلا وميغ في المحافظة من خلال بناء الشقق السكنية والمنازل المتضررة من جراء التدمير الذي أصابها بعد الإعصارين كان له مكانة خاصة في قلوب السقطريين الذين وجدوا في الإماراتيين أملهم بمستقبل أجمل .
تسعى الإمارات العربية المتحدة ربما إلى صنع معجزة تنموية وخدمية شاملة ظل يحلم بها المجتمع السقطري لسنوات .
جزيرة عبد الكوري غرب سقطرى وهي الجزيرة الثانية للأم سقطرى التي شرد الإعصار أهلها كانت هي الأخرى شاهدة على يد الإماراتيين البيضاء ؛ فقد عملت الإمارات على إعادة بناء المساكن ، وبناء مدينة سكنية، ، وبناء وترميم وتوسعة المباني التعليمية والوحدات الصحية.
و لم تقف الإمارات بمنأى عن معاناة السقطريين من جراء الإعصار أيام محنة إعصاري تشابالا وميج، فقبل أن تهدأ رياح العاصفة كانت الإمارات قد أرسلت طائراتها المحملة بمواد إغاثية شاملة إلى السكان .
مشاريع تنموية تبشر بنهضة .. لماذا ؟
تبنت الإمارات أعمال الترميم والتأهيل لمستشفى خليفة وبناء مستشفى زايد العام بالعاصمة حديبو ؛ و ترميم وتأهيل مطار المدينة ليصبح مطاراً دوليا ويستطيع إستقبال رحلات الطيران الوافدة للمدينة ، كما أن مشروع اللسان البحري السمكي الذي سيعود نفعه على المحافظة والصيادين فيها، والذي يعد أحد أهم المشاريع في المجال السمكي الذي انتظرتها جزيرة سقطرى وسكانها منذ سنوات ، كما تسعى إلى تأهيل وتوسعة ميناء (حولاف) شرق العاصمة، ودعم وتزويد كلية المجتمع في سقطرى بأجهزة حاسوب.
وتصدرت الإمارات الدعم في المجال الزراعي كتقديم المحاريث والشيولات والغرافات ومعدات أخرى، وتكفلت مؤسسة الشيخ سلطان بتقديم شتلات من الزيتون والمانجا وغيرها لا تقل عن 16 ألف شتلة مختلفة الأنواع بحسب إحصائيات رسمية للسلطة المحلية .
عسكريا تبني الإمارات دفعة عسكرية لأبناء سقطرى قوامها 2300 عسكري، حيث يتم تدريبهم على مراحل في دولة الإمارات ؛ ما سيسهم في خلق كادر عسكري متدرب ومؤهل بالأدوار الأمنية المطلوبة في المحافظة.
عطاء منذ عقود .. ولد رضى السكان
لم يكن هذا العطاء وليد اللحظة بقدر ماكان عملا خيريا ضاربا في الزمن منذ عقود ؛ فقد كان رجال الخير في عطاء مستمر من دعم مالي للمساجد والمدارس والمساكن ، تلك الحقائق ليس لها أرقام فقط، بل أفعال واقعية ترجمتها إمارات الخير والعطاء.
وتعمل مؤسسة خليفة بن زايد للأعمال الإنسانية على مشاريع في سقطرى، منها مشروع كفالة الأيتام ورعايتهم، حيث تم بناء مجمع سكني لأكثر من 80 أسرة في منطقة (شالييتن) .
كلها إنجازات مهمة ستساعد في التخفيف من معاناة سكان المحافظة التي يبلغ تعداد سكانها 135 ألف نسمة إذا ما نفذت بشكل كامل ، وهو ما أثار حفيظة الانقلابيين وأطراف أخرى ترى أن سقطرى تسير نحو التنمية .
وتمتلئ الشوارع والمنازل في جزيرة سقطرى بصور الأمراء الإماراتيين ، بشكل يعكس مدى ارتياح السكان للدور تواصل دولة الإمارات جهودها الإنسانية في مختلف المحافظات اليمنية المحررة لدعم الشعب اليمني، والتخفيف من معاناته، وتطبيع الحياة في هذه المحافظات، بعد الحرب التي شنها الانقلابيون، وتسببت في تدمير البنية التحتية وتوقف الكثير من الخدمات الأساسية نتيجة سيطرة الميليشيات على مقدرات الدولة في صنعاء.
جزيرة أرخبيل سقطرى كانت إحدى المحافظات اليمنية التي وصلت إليها أيادي الخير الإماراتية بعدد كبير من المشاريع وفي مختلف القطاعات، بهدف انتشال الجزيرة من واقعها الصعب الذي فرضته الحرب، وما لحق بها من دمار جراء الإعصارات التي ضربتها أخيراً.
معاناة كبيرة
معاناة جزيرة سقطرى امتدت الى ما قبل الحرب، حيث ظلت طي النسيان والإهمال، رغم المميزات السياحية التي تتمتع بها الجزيرة التي تعد من أجمل وأغرب الجزر في العالم.
حيث حرمت من أبسط الخدمات في عهد الرئيس المخلوع علي عبدالله صالح، وكانت عبارة عن مديرية تتبع محافظة حضرموت، قبل أن يعلنها الرئيس عبدربه منصور هادي محافظة مستقلة في العام 2013.
وشمل الدعم الإماراتي عدداً من المجالات الخدمية والتنموية والأمنية ففي التعليم دعمت الإمارات القطاع في الجزيرة من خلال إعادة تأهيل كافة مدارس الجزيرة (9 مدارس) وإضافة فصول دراسية جديدة للمدارس المزدحمة، تم إنجازها خلال إجازة الصيف الماضي، حيث تمكن الطلاب هذا العام من العودة الى مدارسهم للدراسة في بيئة نظيفة وراقية.
وقال مدير مكتب التربية في المحافظة حسن سعد إن الإمارات أعادت تأهيل وترميم مدارس المحافظة بالكامل والتي بلغ عددها 9 مدارس، وكما تم أيضاً بناء عدد من الفصول في بعض المدارس.
أما في الجانب الصحي كان من ضمن الأعمال الأساسية التي نفذتها الإمارات عبر مؤسسة خليفة بن زايد آل نهيان للأعمال الإنسانية، حيث تم بناء مستشفى خليفة، وهو المستشفى الوحيد في سقطرى، ويتعالج فيه 95 في المئة من سكان الجزيرة، ويوجد فيه حالياً 4 تخصصات طبية، تقدم الخدمة للسكان بكفاءة عالية.
وتتولى مؤسسة خليفة بن زايد تشغيل المستشفى وتوفير الميزانية التشغيلية له، بالإضافة الى توفير سيارات الإسعاف والعلاجات لمختلف الأمراض.
كسر العزلة
وساهمت الإمارات في كسر العزلة التي فرضت على جزيرة سقطرى بسبب الحرب، والأعاصير التي ضربتها أخيراً، حيث نفذت مؤسسة خليفة بن زايد مشروع إعادة تأهيل وترميم مطار سقطرى الدولي، الذي صار جاهزاً لاستقبال كل الرحلات المحلية والدولية.
وقال محافظ محافظة سقطرى سالم السقطري إن إعادة تأهيل وترميم وصيانة مطار جزيرة سقطرى، يعد من أهم المشاريع التي تم تنفيذها أخيراً في الجزيرة.
وقال إن رحلات الطيران الإماراتي التي تم تدشينها الى سقطرى أخيراً، جاءت استجابة لدعوة الرئيس هادي من اجل كسر العزلة التي تعيشها الجزيرة.
وأضاف ان تلك الجهود ستساهم في انفتاح الجزيرة على العالم مجدداً وكسر العزلة التي فرضت عليها، حيث بات المطار جاهزاً لاستقبال الرحلات الجوية المحلية والدولية، ما يسهم في عودة السياحة الى الجزيرة وتسهيل التنقل والسفر لليمنيين من أبناء الجزيرة الى خارجها وربط سقطرى بباقي المحافظات اليمنية.
توسعة الميناء
وفي سياق متصل، نفذت مؤسسة خليفة بن زايد الإنسانية مشروع توسعة ميناء أرخبيل سقطرى، لتسهيل حركة الملاحة البحرية للمحافظة.
وقال مدير الميناء سالم عامر إنه تم توسيع الميناء عشرات الأمتار داخل البحر وهذا سيسهل استقبال السفن ويسهل الحركة البحرية للجزيرة.
م يستقر النشاط الرياضي منذ آواخر سنة 2013 في جزيرة سقطرى، بعد إعلانها محافظة مستقلة إدارياً، ولم تشهد منذ ذلك الحين، أي نشاط رياضي يليق بالجزيرة.
في ظل تلك الأزمة التي يعاني منها الشباب، في سقطرى، ظهر الدور الريادي والفعال لدولة الإمارات الشقيقة، ودعم الرياضة المجتمعية، وإعادة معظم الأنشطة، والتي كان من أهمها إعادة الدوري الكروي للجزيرة، بجانب الأنشطة الشبابية الأخرى.
عودة بطولة الدوري العام
دعمت مؤسسة خليفة بن زايد للأعمال الخيرية تلك النشاطات، وكانت أهمها بطولة الدوري العام للجزيرة، بمشاركة جميع الفرق في المحافظة (11) فريقاً، واستمرت لمدة شهرين ، ولأول مرة تكون بنظام الجولات، عكس المتعاهد عليه بطريق المجموعات بنظام التصفيات.
استمر الدوري على مدى شهرين بمشاركة 11 نادي في المحافظة، وفاز فيه نادي الجزيرة برصيد 23 نقطة ليحرز لقب بطل الدوري، وحل الوحدة وصيفاً بـ 23 نقطة مع فارق الاهداف للجزيرة، فيما احتل نادي الشرق المركز الثالث برصيد 20 نقطة، وذلك من أجل تنشيط الحركة الرياضية والشبابية في الاندية الرياضية في المحافظة
تشكيل لجان تحت إشراف إماراتي لترميم الملاعب
كما برز الدعم الإماراتي، من خلال تجهيز ملاعب لكرة القدم وترميمها بشكل يليق بالشباب السقطري، حيث تم إعادة تهيئة ملعب الراحل سعد علي سالمين ، وذلك لاستقبال الموسم الرياضي بشكل متميز، على نفقة مؤسسة الشيخ خليفة بن زايد.
من جهتها شكّلت مؤسسة خليفة بعض اللجان للمرور على باقي الملاعب، والوقوف على آخر وضع لها، ومطالبها بالتحسينات اللازمة.
وتم رفع المقترحات من اللجنة التي يرأسها سعيد مالك مدير مكتب الشباب والرياضة، وأحمد حزوم رئيس فرع اتحاد كرة القدم، واسماعيل الجنيبي ممثل دولة الإمارات.
الدعم بالملابس الرياضية والرسمية
وعلى جانب الدعم الكروي، ساهمت مؤسسة خليفة في تخفيف العبء على إدارات الأندية في سقطرى بتوفير قمصان اللاعبين المشاركين في الدوري، بجانب الزيّ الخاص بالمدربين والاجهزة الفنية.
ولم يقتصر دعم الإمارات على إحياء تلك الرياضة في منطقة بعينها، بل انتقلت إلى منطقة دكسم السياحية وتنظيم بطولة كروية أخرى بها.
أول سباق مارثون بسقطرى
تنامى الدوري الرياضي الذي دعمته مؤسسة خليفة، لينتقل إلى تدشين أول سباق مارثون بسقطرى، حيث تم إجراء المسابقة على المرتفعات الرملية بمشاركة 100 شاب، على مسافة 2 كم. وتوج الفائز بالمركز الأول بدراجة النارية، بينما بقية المراكز حصلت على جوائز مادية.
أول سباق للهجن
وللمرة الأولى في تاريخ جزيرة سقطرى، أقيم سباق للهجن بمشاركة أربعة جمال، على مسافة 4 كم.، حيث خلقت المسابقة جو من الحماس والألفة بين أبناء الجزيرة، على ماقدمته دولة الإمارات في تفعيل تلك النشاطات.
مسابقة الرجل الحديدي “تراي اثيلون”
وشهدت منطقة حولاف البحرية نشاط آخر ومن نوع خاص، آخر نوفمبر الماضي من عام 2016 وهي مسابقة عبارة عن “جري وسباحة” في نفس الوقت، وتعتبر جزء من مسابقة كبيرة تسمى “تراي اثيلون”.
وبلغت مسافة السباحة 300 متر، أما الجري فكان على مسافة 3 كم، بمشاركة 55 لاعب من إحدى عشر نادي.
ولم تكل جهود دولة الإمارات في دعم باق الأنشطة الرياضية، وإحيائها في الجزيرة، فمازال الدعم قائم حتى اللحظة لمساعدة الشاب اليمني في تنمية مهاراته وتلبية احتياجاته
\\