المواطن / البيان
ما بين نصوص كتب تاريخية وما بين الأسطورة.. تقبع قرية المعقاب المغطاه بالغمام والمشهورة بقرية أهل الكهف في قمة العروس بجبل صبر، بتعز جنوبي اليمن. وهي القرية التي يقصدها أعداد من السياح والزوار من السعودية والخليج ومن بعض الدول الغربية ليشربوا من عين ماء أهل الكهف ويخزنون منها في أوعية ليهدوا منها حين عودتهم لبلدانهم.
وتؤكد الشواهد والكتب التاريخية أن مسجد أهل الكهف يعود لموضع أهل الكهف حقيقة في اليمن. وفي سبيل ذلك قال الخبير والباحث الأثري عبدالإله شمسان لـ «البيان» إن المؤرخ اليمني أبو الحسن الهمداني يشير في كتابه «صفة جزيرة العرب» إلى أن مدينة أفسوس التي هرب إليها أصحاب الكهف من استبداد الإمبراطور دقيانوس حاكم مملكة أفسوس هي «مدينة الجند» حالياً والتي تبعد (21 كيلومتراً شمال شرقي مدينة تعز).
ويقول ابن المجاور الدمشقي: في بعض كهوف جبل صبر باليمن يمكث أصحاب الكهف والرقيم وإن قال قائل: ليس القوم في هذا الإقليم (أي اليمن) قلنا: بل فيه، لأن دقيانوس هو الملك الذي أسس مدينة الكدراء وسكن الجند وبنى في قضاء الجند بلداً أسماه الأفيوس أو الأفسوس وبه كانت وقعة أهل الكهف مع دقيانوس الملك وكان القوم من أهل الإيمان فلما تم لهم ما تم وخرجوا من مدينتهم صعدوا جبل صبر فآووا إلى كهف وجرى عليهم ما جرى وكلبهم معهم. ومازال على باب الغار مسجد وعلى باب المسجد عين تسمى عين الكوثروهو موضع فاضل مزار في العاشر من رجب.
تطابق
المتتبع لموضع المسجد، سيجد الموضع المطابق للقصة القرآنية من حيث شروق وغروب الشمس.
وفي داخل مسجد أهل الكهف، يمكنك رؤية قفص بجانب المحراب وهو الفاصل لموضع الكهف والذي يقع بين المسجد وعين الماء، بين اتجاهي الشرق والغرب، فيما فتحة الكهف تم ردمها بسبب الخوف من وقوع احد لاتساع عمقها ولزمجرة أصوات الرياح المخيفة التي كانت تنبعث منها.
وفي مسجد أهل الكهف بقرية المعقاب، أصبحت الحاجة ماسة للاهتمام والترميم بمعلم أثري يحوي داخله قصة تاريخية، وقصة لاتزال تقرأ حتى اليوم