المواطن/ عدن – أشجان المقطري
نظمت الأمانة العامة للحزب الإشتراكي اليمني صباح اليوم، حفل تأبيني لفقيد الوطن البارز المناضل علي صالح عُباد مقبل ـ الأمين العام الأسبق للحزب، في قاعة ابن خلدون كلية الآداب عدن .
وفي الحفل الذي حضره مدير أمن محافظة عدن الأخ/ شلال شايع، ألقى عضو المكتب السياسي للحزب الإشتراكي اليمني /أحمد حيدره سعيد، كلمة قال فيها “نحن اليوم في ذكرى مرور أربعون يوماً على وفاة المناضل الوطني البارز، علي صالح عباد مقبل ،الأمين العام للحزب الإشتراكي اليمني السابق نقف بإجلال واحترام لقيادته المشرفة للحزب الإشتراكي في ظروف ما بعد حرب 94، وما شهدته اليمن من انتكاسه للوحدة، ألتي دمرت بالحرب على الجنوب والاستيلاء على مقدرات البلد بشكل عام.
وأضاف أحمد حيدره ” إن وداعنا للرفيق (مقبل)، في ذكراه الأربعون يجسد بعمق مدى حبنا وتقديرنا لجهوده، التي بذلها في سبيل عودة الحزب الإشتراكي إلى الحياة السياسية، وبفضله استعاد الحزب مكانته وقدراته، وبناء حياته الداخلية على مستوى الوطن شماله وجنوبه وأصبح ذلك الجسد القويم الذي كان ينتظره ، ونحن اليوم نحتفل بذكرى مرور 40 يوماً على رحيله، ويجب أن لا ننسى جهوده وإمكانياته التي بذلها حتى يعود هذا الحزب عملاقا كما كان ، فله منا كل الثناء والتقدير على جهوده ألتي بذلها ،من خلال عمله كنائب لرئيس مجلس النواب وأمين عام للحزب”مؤكداً أن ذكراه “ستظل ملزمه لكل أعضاء الحزب في كل مناحي الحياة”.
وأشار إلى إن هذه المناسبة، احتفالية الأربعين يوماً على وفاة هذه القامة الرفيعة في المجتمع، نتذكر مواقف هذا الرفيق المناضل علي صالح عباد “مقبل”، بكل عز وافتخار، ومثال لكل مناضل شريف على تربة هذا الوطن الغالي، الذي تهون من أجله تقديم كل التضحيات والجود في سبيل عزته وشموخه، دون النظر إلى ما يكتسبه المناضلون من وراء جهدهم الذي يبذلونه في سبيل عزة الوطن وتطوره ، رحم الله المناضل مقبل رحمة الأبرار”.
وقال: “أن هذه الفعالية التي نقيمها اليوم بذكرى الأربعين يوماً على وفاته إنما تشكل واحده من الوقفات التي نتذكر فيها التراث النضالي للرفيق “مقبل”، كي يجسده كل مناضل في الحزب بحياته الداخلية ،وليكن دليل على إخلاص أعضاء الحزب الإشتراكي للوطن ، والذود عن مكتسباته وانجازاته في كل مناحي الحياة، وأن يقف الأعضاء كما عهدهم الحزب مناضلون أوفياء لقضايا الوطن ومكتسباته والدفاع عنها دائماً أبداً “، مجدداً في ختام كلمته التعازي الحارة لأسرة الفقيد مقبل وزملائه ومحبيه والوطن عامة”.
من جانبها أوضحت د. جوهرة حمود الأمين العام المساعد للحزب الاشتراكي اليمني في الكلمة ألتي ألقتها عن الدكتور/ عبد الرحمن عمر السقاف الأمين العام للحزب الإشتراكي اليمني قائلاً “في أربعينية الأمين الأسبق الفقيد المناضل “علي صالح عباد مقبل”، في مثل هذه المناسبة لتابين رجل كبير بمعنى العظمة القيمية ألتي تعكسها شخصيته.
وفي هذا السياق نجد “مقبل”، واحداً من أبرز رواد العمل الكفاحي والنضالي، ورمزاً من رموز القيم الإنسانية النبيلة، ومثالاً رفيعاً للسياسي الشجاع والثائر الحر الصبور والمتفاني، بعيداً عن مظاهر الحياة وزخرفها، مناضلاً صلباً لا يستكين، اختط لنفسه سيرة حافلة بالمجد الإنساني ، وثرية بالنضال السياسي المشبع بنقاء الثورة والمنحاز كلياً لقضايا الوطن وجماهير الشعب، هذه هي إحدى تجليات المهابة التي يفرضها شخص بتاريخه النبيل ، فمنذ بواكير الكفاح الوطني وإرهاصاته الأولى سجل “مقبل حضوره كواحد من اؤلئك الذين اجترحوا خط الثورة ،ومضوا صوب الحرية الغالية مرفوعي الهامات تتزاحم في روحهم الباسلة، قيم الانتماء الوطني ومعاني الشرف الخالدة”.
وأضافة “ينتمي الراحل مقبل بصورة جلية إلى زمن القادة الاستثنائيين، بكل أصالة واقتدار ، وبأنه كان حاضراً كقائد سياسي من الطراز الرفيع، ولطالما تجلت إرادته القوية في أوقات المحن والشدائد، وفي تلك اللحظات التي تتطلب الشجاعة وصلابة الوقف”.
وأشارت إلى أن “خسارتنا فادحة ومصابنا جلل، ويتملكنا الإحساس العميق بالألم والحزن لهذا الفقدان المرير، لقائد كبير من قيادات حزبنا ومدرسة غنية بالعطاء، وعنواناً كبيراً وأصيلاً من عناوين الحركة الوطنية اليمنية، وأن مهابة هذا الرحيل يؤكد لدينا ضرورة الاستمرار على تلك الطريق التي جسدها (مقبل) طيلة حياته، وإنا على الدرب سائرون”.
كما ألقى الأستاذ/ فضل الجعدي ـ الأمين العام المساعد للمجلس الانتقالي، كلمة قال فيها: “الحاضرون جميعاً قاد المناضل الفقيد علي صالح عباد مقبل، الحزب الإشتراكي في أحلك الظروف وأقساها في مرحلة صعبة ومعقدة تخلو من أدنى وأبسط الضروريات لتسيير أعمال الحزب، ومع ذلك ظل شامخاً شموخ جبال ردفان وشمسان رافع الرأس لم تثنيه الحاجة ولم يضعف قط، بل علمنا على التجلد والصبر والثبات ، فالمبادئ والكرامة لا تقاس بالمال ولا الجاه والسلطان، وهنا ندعو أنفسنا أولاً ورفاق الفقيد ثانياً أن نحافظ على السير في الطريق التي رسمها لنا بن عباد والصبر الذي علمنا إياه”.
وأضاف الجعدي “إننا في المجلس الانتقالي الجنوبي، نشعر بالحزن العميق لرحيل أحد الهامات الوطنية في زمن ما أحوجنا إلى أمثاله من الرجال، وإننا نشعر أننا خسرنا برحيل المناضل (مقبل)، هامة سياسية كبيرة في وقت نحن بأمس الحاجة إلى شخصيات وطنية بحجم المناضل علي صالح عباد (مقبل)، عقلاً وحكمة وشجاعة ووطنية، وفي هذا الوقت العصيب ونحن نناضل بكفاح مستمر ضد قوى التخلف والهيمنة والإرهاب لاستعادة الدولة الجنوبية وعاصمتها عدن وتحقيق تطلعات الشعب وحقه في تقرير المصير”.
فيما قال المهندس/ سالم صالح عُبَّاد، شقيق المناضل علي، “نحتفل هذا الصباح، وفي هذه القاعة المباركة بأربعينية الشخصية الوطنية والسياسية والبرلمانية، فقيد الوطن المناضل علي صالح عباد مقبل، ألذي وافاه الأجل في الأول من مارس هذا العام للعام 2019م، على أثر مرض عضال ألم به عن عمر بلغ 77 عاماً ،قضى معظمه في خدمة الوطن ، ألذي عرفه واحداً من خيرت أبنائه الذين لبوءا ندائه لتحريره من الاستعمار البريطاني ، منذ بداية الثورة المسلحة التي انطلقت شرارتها الأولى من على جبال ردفان في 14 أكتوبر عام 63م، وحتى تحقيق استقلاله الوطني في 30نوفمبر من العام 67م، ومن وحي موقفه أيضاً كنائب لرئيس مجلس النواب وللتاريخ”.
من جانبها رحبت الأخت/ رضية شمشير، بالحضور، حيث قالت: “رفاق ورفيقات الزمن الجميل، غيب الموت الفقيد علي صالح عباد مقبل، في زمن ولحظة نحن أحوج منه إليه، كإنسان جسد بعطائه النضالي ومواقفه الفكرية الأخلاقية لعقود من الزمن، قاد الحزب الإشتراكي اليمني في أحرج اللحظات، خاصة بعد حرب صيف 1994م، وأفني حياته وهو يدافع عن قيمه ومبادئه، ألتي آمن بها ولم يتنازل عنها رغم كل الضغوطات التي مورست تجاهه، في العديد من المنعطفات السياسية صمد صموداً شامخاً ولم يتنازل قيد أنمله عن حقوق الآخرين”.
وأضافت: “تمتع الفقيد الراحل الشهيد (مقبل) بحس يقظ ورؤية ناقدة ، وعقلية تحليلية، وقدرة على ربط الأحداث وصولاً لاستنتاجات ورؤية صائبة للعديد من القضايا، يقف الوطن في المقدمة منها”.
وفي ختام كلمتها قالت: “علي صالح عباد “مقبل”، رحل رحيل العظماء ، وقلة قليلة من أمثاله يبقون على الوفاء والعهد لشعوبهم ، فهو كان مرجعية أخلاقية، لديه إيمان راسخ وعطاء دائم، لأجل الإنسان والوطن لا يحده زمان ولا مكان ولا تؤثر فيه الاعتبارات المادية، رحل بصمت غيبه الموت في لحظة وجع وألم على وطن ضيعه الزمن، وأقول فيه ما قاله الإمام الشافعي (كان رجلاً على الأهوال جلداً… شيمته السماحة والوفاء).
وتخلل الحفل مرثية شعرية للأخ/ علي منصر عن الفقيد القاءها بكيل تركي ، ومرثية لشاعر النيل والفرات القاءها سالم العوسجي.