نظّمت الكوادر الطبية والتمريضية والإدارية في هيئة مستشفى الثورة العام وعدد من المستشفيات الحكومية والخاصة بمحافظة تعز، اليوم الأحد، وقفة احتجاجية للتعبير عن رفضها واستنكارها لحملات التحريض التي طالت العاملين في الهيئة، معتبرةً ذلك مساسًا بكرامتهم المهنية وإساءة مباشرة لدورهم الإنساني.
وعبّر كوادر ومنتسبو الهيئة عن تضامنهم مع أسرة الطالبة هنادي، التي توفيت مؤخرًا في حادثة مثّلت صدمة لجميع العاملين في الهيئة قبل أن تكون لأُسرتها، وقدموا تعازيهم القلبية لذويها، داعين الأسرة إلى عدم الانجرار وراء الحملات المشبوهة التي تستغل مأساتهم للتربح والإثارة.
وقال بيان مشترك صادر عن نقابة موظفي هيئة مستشفى الثورة واللجنة النقابية للمهن الطبية: “نؤكد أن لذوي الفقيدة هنادي حقًا مشروعًا في المطالبة بالعدالة، لكن هذا الحق يضعف ويضيع إذا ما تحوّل إلى أداة في أيدي من يسعون لتشويه سمعة هيئة المستشفى وتحريض المجتمع ضد كوادره”.
وأكد البيان أن الهيئة، التي تُعدّ من أكبر المرافق الصحية في المحافظة، تتعرض لحملة ممنهجة تجاوزت حدود النقد البنّاء إلى توجيه اتهامات باطلة وتحريض مباشر، وصلت حدّ الاعتداء على بعض كوادرها، وكان أبرزها الاعتداء الجسدي على استشاري التخدير الدكتور خالد هاشم.
وأضاف البيان أن هذه الحملات “تأتي من جهات وشخصيات تقيم في الغالب خارج محافظة تعز، بل وخارج الوطن، وبعضهم في مناطق تسيطر عليها مليشيات الحوثي أو تديرها أطراف تسعى إلى تقويض الدور الإنساني لهيئة مستشفى الثورة العام، ومحاولة تحويله إلى ساحة صراع سياسي”.
وأوضح أن الهيئة قدمت خلال سنوات الحرب العشر خدمات صحية لما يقارب مئة ألف من مصابي الحرب والحوادث، فضلًا عن مئات الآلاف من الحالات الباطنية، رغم التحديات الأمنية والاقتصادية القاسية، وشُحّ الإمكانيات والمستلزمات الطبية. لافتًا إلى أن الهيئة قدّمت خلال عام 2024 فقط أكثر من 579 ألف خدمة طبية، وهو رقم يعكس تحديًا إنسانيًا في ظروف توصف بالمستحيلة.
واستنكر البيان استمرار التحريض على تنظيم احتجاجات أمام المستشفى، معتبرا ذلك “محاولات لصب الزيت على النار، والدفع نحو الاصطدام بالكوادر الطبية”، التي أصبحت في حالة استنفار نتيجة الحملة المسعورة وغير المبررة ضدهم. وحمّل البيان السلطة المحلية والأجهزة الأمنية مسؤولية ما يحدث وما قد يحدث لاحقًا.
وأشاد البيان بتضحيات طواقم هيئة مستشفى الثورة، مؤكدًا أن دورهم لم يقتصر على معالجة الجرحى والمرضى، بل قدّم كثير منهم أرواحهم ودماءهم، حيث سقط من بينهم شهداء وجرحى أثناء أدائهم لواجبهم الإنساني، دون أن يثنيهم ذلك عن مواصلة رسالتهم السامية.
كما عبّرت الكوادر الطبية عن شكرها للسلطة المحلية، ممثلة بمحافظ المحافظة ووكيلها للشؤون الصحية، على ما قدّموه من دعم ومساندة، واصفين ذلك بأنه “بقعة ضوء ودرع حماية في ظل حملة الإرهاب الفكري” التي استهدفت الهيئة وكوادرها.
ودعا بيان نقابة موظفي الهيئة واللجنة النقابية للمهن الطبية، السلطة المحلية إلى اتخاذ إجراءات قانونية عاجلة بحق المحرّضين، وضمان عدم استخدام المنصات الإعلامية لخدمة الأجندات هدامة. كما دعا جميع العاملين في المستشفيات الحكومية والخاصة بالمحافظة إلى إعلان التضامن العملي مع هيئة مستشفى الثورة.
وحذّر البيان من أن استهداف هذا الصرح الطبي قد يُعدّ تمهيدًا لاستهداف مرافق صحية أخرى، مؤكدًا أن الطواقم الطبية في هيئة مستشفى الثورة ماضية في أداء عملها ورسالتها الإنسانية.
